
الدوالي والانتصاب: هل هي المتهم في ضعف الأداء الجنسي للرجل؟
تُعد دوالي الخصية المسؤولة عن نحو 35% من حالات العقم حول مستوى العالم، ولكن هل هذا جرّاء تأثيرها في القدرة الجنسية للرجال المصابين، ومعاناتهم ضعف الانتصاب؟ بصيغة أخرى: هل الدوالي سبب في ضعف الانتصاب؟”
سنجيب باستفاضة عن هذا التساؤل، وأيضًا سنتعرف إلى دوالي الخصية، وسبل علاجها المختلفة.
ما هي دوالي الخصية؟
بالإجابة عن السؤال “ما هي دوالي الخصية؟” فهي حالة تصيب أوردة كيس الصفن -والتي لها دور في تصريف الدم من الخصيتين إلى الجسم-، إذ تتوسع بسبب ضعف صماماتها، ما يؤدي إلى تراكم الدم وتضخم الأوردة المحيطة بالخصيتين.
وتعود أسباب دوالي الخصية إلى وجود إصابات بها في العائلة، أو انسداد الأوردة، ولكن ما علاقة الدوالى و الانتصاب؟
الدوالي والانتصاب.. ما العلاقة بينهما؟
يعتقد البعض أن هناك علاقة مباشرة بين الدوالي والانتصاب، لكن هذا ليس صحيحًا إذ قد تؤثر الدوالي بصورة غير مباشرة في القدرة الجنسية والانتصاب للرجل، لأنها عامل مساهم قد يتسبب في انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ومن ثم الحد من إنتاج الحيوانات المنوية -المسؤولة عن القدرة الإنجابية – وضعف الانتصاب -المسؤولة عن القدرة الجنسية-، وتختلف العلاقة بين الدوالي والانتصاب تبعًا لدرجة التضرر.
دوالي الخصية من الدرجة الثالثة والانتصاب
تُصنف دوالي الخصية إلى 4 درجات بناءً على حجم الأوردة المتضررة ومستوى التأثير في وظائف الخصية، وتُعد دوالي الخصية المتقدمة الأكثر خطورة إذ يمكن رؤيتها بوضوح والشعور بها باليد عند الفحص الجسدي، ويصاحبها على الأغلب معاناة أعراض دوالي الخصية مثل الألم المستمر والتورم.
أما بالنسبة إلى دوالي الخصية من الدرجة الثالثة والانتصاب، فإن هناك بالفعل حالات يشكو فيها الرجال من انخفاض الدافع الجنسي وضعف الانتصاب، إذ تؤدي الدوالي إلى رفع درجة حرارة الخصيتين ومن ثم تأثرها وانخفاض قدرتها على إفراز التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن تعزيز الرغبة الجنسية والمحافظة على الانتصاب.
وهناك العامل النفسي أيضًا، فبسبب الألم المزمن الناتج عن الدوالي في درجاتها المتقدمة أو القلق من المرض، قد تتأثر قدرة الرجل في الانتصاب.
هل يمكن علاج الدوالي وتأثيرها في الانتصاب؟
توجد العديد من سبل علاج دوالي الخصيتين التي تهدف إلى تحسين تدفق الدم في الأوردة المصابة، والحد من الآثار السلبية في القدرة الجنسية وخصوبة الرجل، خاصة إن كانت الحالة متقدمة أو تؤدي إلى مشكلات هرمونية مثل انخفاض هرمون التستوستيرون، ومن هذه السبل:
الأدوية
يمكن للأطباء وصف أدوية مضادة للالتهابات أو مسكنات لتخفيف الألم الناجم عن الدوالي في الحالات البسيطة إلى المتوسطة.
ومع أن الأدوية لا تعالج المشكلة نفسها، قد تساعد في تحسين الأعراض وتقليل الألم الذي قد يؤثر في الأداء الجنسي، وقد توصف أيضًا أدوية لتحفيز إنتاج هرمون التستوستيرون إذا كان انخفاضه مرتبطًا بالدوالي والانتصاب.
وإلى جانب ذلك ينصح الطبيب بالمراقبة والمتابعة الدورية دون الحاجة إلى تدخل طبي فوري.
الجراحة
تُعد الجراحة أحد أكثر الخيارات شيوعًا لعلاج دوالي الخصية، خاصة عندما تكون الأعراض متقدمة وتؤثر في الانتصاب، وعادة ما يشعر الرجال بتحسن في الأعراض المتعلقة بالألم والخصوبة عقب الجراحة، وأيضًا يشعرون بتطور في القدرة الجنسية إذا كانت المشكلة متعلقة بانخفاض التستوستيرون.
تغيرات في نمط الحياة
إلى جانب الأدوية الطبية والجراحية السابقة، يمكن لتغيير نمط الحياة أن يُسهم في تحسين الأعراض المرتبطة بدوالي الخصية وأثرها في الانتصاب، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام إذ تساهم في تحسين الدورة الدموية العامة، وقد تساعد في تقليل الضغط على الأوردة.
- التغذية الصحية لأنها تدعم الصحة العامة وتعزز مستويات هرمون التستوستيرون.
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، إذ يُنصح بتغيير الوضعيات بانتظام لتجنب زيادة الضغط على الأوردة في منطقة الحوض والخصيتين.
- تقليل الوزن الزائد، فالوزن الزائد يمكن أن يزيد من الضغط على الأوردة ويؤثر في تدفق الدم، ما يزيد من احتمالية تفاقم الدوالي.
ولمزيد من المعلومات الطبية حول دوالي الخصيتين تصفح موقعنا الإلكتروني، أو استشر الدكتور أحمد عادل استشارى عقم الرجال والضعف الجنسي، والحاصل على دكتوراه طب وجراحة أمراض الذكورة والتناسل والعقم بكلية الطب القصر العيني جامعة القاهرة، وزميل الجمعية الأوروبية للصحة الجنسية.