يصاب العديد من الرجال بدوالي الخصية، وقد يهمل البعض منهم الذهاب إلى الطبيب وعلاجه ظنًا منهم أن الأمر يسير وسيزول وحده دون أي مشكلات صحية كبيرة.

لكن طالما أُهمل علاجها، فإن آلامها قد تزداد وربما يصاب الرجل بضعف الخصوبة جرّاء تأثر جودة وعدد حيواناته المنوية، لذا ينبغي تحرّي علاج دوالى الخصيتين فور الإصابة حتى لا تتفاقم أعراضه.

سنناقش في مقالنا اليوم مضاعفات دوالي الخصيتين إن أُهمل علاجها، وسبل الوقاية من الإصابة بها.

الدوالي | خلل في الأوردة قد يؤثر في وظائف الخصية

تحدث دوالي الخصيتين عندما تتوسع الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن، مما يؤدي إلى تجمع الدم وعدم تدفقه بصورة صحيحة، وبالإضافة إلى حدوث خلل في الصمامات التي تنظم تدفق الدم في الأوردة، يتسبب كل ذلك في ظهور أعراض دوالي الخصية.

وفي حال لم تعالج تلك الأعراض ولم يلقي لها المريض بالًا، تتفاقم مسببة مضاعفات دوالي الخصيتين، فما هي؟

ما مضاعفات دوالي الخصيتين؟

رغم توفّر علاج دوالي الخصيتين، قد يسوف البعض الذهاب للطبيب إما جرّاء الخجل من الكشف وإما استخفافًا بالإصابة، وقد ينجم عن هذا الأمر الإصابة بما يلي:

ضعف الخصوبة

يُعد العقم من أخطر مضاعفات دوالي الخصيتين إذ تُظهر الدراسات أن نحو 40% من الرجال المصابين بالعقم عانوا سابقًا من دوالي الخصيتين، فتراكم الدم في الأوردة المتوسعة يؤثر في درجة حرارة الخصيتين، ويزيدها ما يعطل إنتاج الحيوانات المنوية، ومن ثم يقلل جودتها وكميتها، وهكذا يعاني الفرد صعوبة في الإنجاب.

ضمور الخصية

قد تؤدي دوالي الخصيتين مع مرور الوقت إلى ضمور الخصية، إذ تبدأ بالتقلص وتصبح أصغر حجمًا، ويرجع هذا الضمور إلى تلف الأنسجة جراء ضعف الدورة الدموية للخصيتين، وأيضًا نتيجة لزيادة الحرارة التي تؤدي إلى تدمير الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية.

الألم المزمن

قد يعاني بعض الرجال ألمًا مستمرًا في الخصيتين بسبب الدوالي، يزداد عادة عند الوقوف لفترات طويلة أو ممارسة الأنشطة البدنية المكثفة، وينجم هذا الألم عن تراكم الدم في الأوردة وزيادة الضغط داخل كيس الصفن.

انخفاض مستوى التستوستيرون

قد تؤدي دوالي الخصيتين إلى انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم، لأن الخصيتين هما المسؤولتان عن إنتاج هذا الهرمون الأساسي، وأي تأثير في الدورة الدموية ووظائف الخصية يمكن أن يؤدي إلى اختلال في إنتاجه، وهذا الانخفاض قد يؤدي إلى مشكلات جنسية مثل انخفاض الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب.

تغير مظهر الخصية

يمكن أن تؤدي دوالي الخصيتين إلى تغيرات في مظهر الخصيتين، مثل تورم الخصية المصابة أو تغير في حجمها مقارنة بالأخرى، وهذا قد يكون مزعجًا للرجال من الناحية النفسية والجمالية، خاصة إذا كانت التغيرات كبيرة أو واضحة.

هل يمكن تفادي الإصابة بمضاعفات دوالي الخصية؟

من حسن الحظ يمكن تفادي مضاعفات دوالي الخصيتين بتحرّي سبل العلاج المتوفرة، مثل:

العلاج التحفظي

إذا كانت دوالي الخصيتين لا تسبب أعراضًا ملحوظة، فقد لا يكون هناك حاجة للعلاج الفوري، ويكتفي الطبيب بالمراقبة الطبية فقط للتأكد من عدم تفاقم الأعراض، وقد يصف بعض المسكنات البسيطة لتخفيف الألم.

الجراحة

تُعد الجراحة واحدة من أكثر العلاجات شيوعًا لتفادي الإصابة بمضاعفات دوالي الخصيتين، وتتضمن ربط الأوردة المتوسعة لمنع تدفق الدم غير الطبيعي إليها، ما يسمح بإعادة توجيه الدم إلى الأوردة الصحية.

هل يوجد سبل مؤكدة للوقاية من دوالي الخصية؟

على الرغم من عدم وجود سبل مؤكدة للوقاية من أسباب دوالي الخصية ، يمكن أن يساعد اتباع بعض النصائح في تقليل خطر حدوثها أو تفاقمها، مثل:

  • تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، فالبقاء في وضعية واحدة لفترات طويلة يمكن أن يزيد من تراكم الدم في الأوردة، لذلك يُنصح بتغيير الوضعية بصورة منتظمة.
  • الامتناع عن ارتداء الملابس الداخلية الضيقة للغاية، إذ قد تزيد الضغط على الخصية، لذا يفضل ارتداء الملابس المريحة التي تسمح بتدفق الدم بصورة جيدة، ومن ثم اتقاء مضاعفات دوالي الخصيتين.
  • تجنب رفع الأوزان الثقيلة، فقد يؤدي رفع الأوزان الثقيلة إلى الضغط على منطقة البطن والحوض، ما يضغط الأوردة المحيطة بالخصيتين.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ تساعد في تحسين الدورة الدموية، وتقوية عضلات الحوض، وأيضًا تحسين صحة الأوردة بصورة عامة.
  • الحفاظ على وزن صحي، إذ قد تضغط السمنة على الأوردة.
  • الامتناع عن التدخين، إذ يؤثر التدخين في الدورة الدموية وصحة الأوردة، ويؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية، ما يعيق تدفق الدم بصورة طبيعية، لذا فالامتناع عن التدخين يحسن الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بـ مضاعفات دوالي الخصيتين.

وفي الأخير، نوصيك بمراجعة طبيبك فورًا إن لاحظت أي تغير يطرأ على كيس الصفن، وظننت إصابتك بدوالي الخصيتين.