سرطان البروستاتا هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، ويثير قلقًا كبيرًا نظرًا لاحتمالات تطوره وانتشاره، وتسببه في تضخم البروستاتا ومن ثم ظهور أعراض مزعجة، وفي هذا الصدد يسأل كثير من الرجال هل سرطان البروستاتا مميت؟

قبل أن نتطرق إلى الإجابة عن هذا الأمر لا بد من معرفة الفارق بين أورام البروستاتا الحميدة والخبيثة وخطورة النوعين.

أورام البروستاتا الحميد، هل هي سرطان؟

يُعرف السرطان بسرعة نمو وتكاثر خلايا العضو وقدرتها على غزو الأعضاء المجاورة، ومن ثم ظهور أعراض خطيرة على المريض، لكن ليس هذا ما يحدث في أورام البروستاتا الحميدة، فما هي إلا تضخم للغدة يحدث بصورة طبيعية مع تقدم الرجال في العمر، إذ تشير التقديرات إلى أن نحو 50% من الرجال في سن الستين يعانون هذه الحالة.

وقد يؤدي هذا التضخم إلى الضغط على مجرى البول والتسبب بالمشكلات الآتية:

  • صعوبة في بدء التبول.
  • ضعف تدفق البول.
  • الحاجة المتكررة للتبول، خاصة في الليل.
  • شعور بعدم القدرة على تفريغ المثانة بالكامل.

وأما عن احتمالية تسبب هذا الورم بالموت، فنبشرك أنه ليس مميتًا ولا يتحول إلى خبيث، وغالبًا ما يمكن التحكم فيه باستخدام الأدوية، وفي بعض الحالات قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا.

سرطان البروستاتا الخبيث، أعراض مماثلة ولكن..

على عكس التضخم الحميد، فالسرطان الخبيث هو نمو غير طبيعي لخلايا غدة البروستاتا، يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وهذا يجعله أكثر خطورة.

وقد تكون أعراضه الأولية مشابهة لـ أعراض سرطان البروستاتا الحميد ما يجعل الخلط بين الحالتين شائعًا في مراحله المتأخرة، وتشمل الأعراض:

  • ألم في العظام.
  • ضعف أو خدر في الساقين.
  • دم في البول أو السائل المنوي.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

هل سرطان البروستاتا مميت؟ الأمر يعتمد على درجة الخطورة

قد يكون سرطان البروستاتا بطيء النمو أو عدوانيًا، وتختلف درجة خطورة كل منهما كما يلي:

السرطان بطيء النمو

يُعد هذا النوع من سرطان البروستاتا أقل خطورة، وغالبًا ما ينمو ببطء وقد لا يسبب مشكلات صحية كبيرة طوال حياة المريض، ويظل المريض تحت المراقبة الطبية دون الحاجة إلى علاج فوري.

السرطان العدواني

يُعد السرطان العدواني النوع الأكثر خطورة، إذ ينمو بسرعة ويمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والغدد الليمفاوية، ويتطلب هذا النوع من السرطان علاجًا مكثفًا.

وبالإجابة عن “هل سرطان البروستاتا مميت؟” فقد يكون مميتًا في هذه الحالة، إذا لم يُكتشف ويُعالج في وقت مبكر.

هل يمكن علاج سرطان البروستاتا؟

يعتمد علاج سرطان البروستاتا على مرحلة السرطان والحالة الصحية العامة للمريض، ففي حالات سرطان البروستاتا بطيء النمو، الذي لا يسبب أعراضًا كبيرة ولا يهدد حياة المريض يوصى بالمتابعة مع الطبيب.

أما في الحالات الأخرى فقد يلجأ الطبيب إلى:

  • الجراحة: وتتضمن استئصال غدة البروستاتا بالكامل أو جزء منها، وفي بعض الحالات، قد تشمل إزالة الأنسجة المحيطة والعقد الليمفاوية، وهي حل جذري في المراحل المبكرة.
  • العلاج الإشعاعي، باستعمال أشعة عالية الطاقة لاستهداف وقتل الخلايا السرطانية، وقد يُستخدم هذا العلاج كبديل للجراحة في المراحل المبكرة أو كعلاج تكميلي بعد الجراحة لضمان القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
  • العلاج الهرموني: ويعتمد على تقليل مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم أو منع تأثيره في خلايا السرطان، نظرًا لأنه يعزز نمو سرطان البروستاتا.
  • العلاج الكيماوي: وهي أدوية قوية لقتل الخلايا السرطانية، وخيار فعال في الحالات التي انتشر فيها السرطان خارج البروستاتا ولم يستجب للعلاجات الأخرى.

وفي الأخير، اعلم أن ورم البروستاتا الحميد والخبيث حالتان مختلفتان تمامًا من حيث طبيعة الخلايا والمخاطر المرتبطة بهما، وهما ليسا على نفس القدر من الخطورة واحتمالية الوفاة.

وعلى كلٍ نوصيك بالاهتمام بأعراض سرطان البروستاتا والحرص على الفحص المبكر لدى أطباء ذوي خبرة.