
سبب انحناء الذكر لليسار بين الطبيعي والمرضي
يُلاحظ كثير من الرجال وجود انحناء بسيط في العضو الذكري نحو اليسار في أثناء الانتصاب، وهو أمر شائع قد يثير القلق في البداية، لكنه لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية خطيرة، ففي العديد من الحالات يكون هذا الميل مجرد اختلاف طبيعي في الشكل التشريحي، بينما قد يرتبط أحيانًا بمشكلات صحية تستدعي المتابعة.
وتبرز أهمية هذه الظاهرة في تأثيرها المباشر في ثقة الرجل بنفسه وصورته الجسدية، فضلًا عن انعكاسها على العلاقة الجنسية، ومن هنا تأتي الحاجة إلى فهم سبب انحناء الذكر لليسار بدقة؛ للتفريق بين الحالات الطبيعية وتلك التي تستوجب استشارة الطبيب أو التدخل العلاجي.
ما هو الانحناء الطبيعي للعضو الذكري؟
يتكوّن القضيب من أنسجة إسفنجية وأوعية دموية وأربطة داعمة، وهذا التكوين قد يؤدي طبيعيًا إلى وجود ميل طفيف في اتجاه العضو في أثناء الانتصاب.
ومن المهم إدراك أنّ الاستقامة الكاملة ليست هي القاعدة العامة، بل إنّ معظم الرجال يملكون درجة بسيطة من الانحناء، سواءً نحو اليسار أو اليمين أو الأعلى، وهذه الدرجة لا تُصنَّف أنها حالة مرضية، بل تعكس فقط اختلافات تشريحية طبيعية بين الأشخاص.
ومن المهم التأكيد على أن الانحناء الطبيعي يختلف في شدته من شخص لآخر، لكنه يظل محدودًا في نطاق لا يعيق العلاقة الجنسية، أما إذا كان الانحناءبدرجة كبيرة أو ظهر فجأة، حينها يُرجّح أن يكون سبب انحناء الذكر لليسار مرضيًا ويستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا، وهو ما سنتناوله في السطور التالية.
سبب انحناء الذكر لليسار
تُصنَّف أسباب الانحناء إلى نوعين هما: انحناء خلقي يظهر منذ الولادة، وانحناء مكتسب يتطور لاحقًا خلال مراحل العمر.
1.الانحناء الخلقي
يُلاحظ غالبًا عند البلوغ أو في بداية مرحلة الشباب، ويحدث بسبب اختلاف في نمو الأنسجة الكهفية أو درجة مرونتها، ما يؤدي إلى وجود ميل بسيط للعضو الذكري نحو اليسار، وفي بعض الحالات قد يرتبط بعيوب خلقية أخرى مثل الإحليل التحتي، إذ تكون فتحة مجرى البول في غير مكانها الطبيعي.
2.الانحناء المكتسب
في بعض الحالات، يكون سبب انحناء الذكر لليسار مكتسبًا، ويظهر لاحقًا في الحياة، وتندرج تحته عدة أسباب فرعية:
- مرض بيروني (Peyronie’s disease)
وهو السبب الأكثر شيوعًا، ويتمثل في تكوّن أنسجة ليفية صلبة داخل حول الأنسجة الكهفية؛ نتيجة إصابات دقيقة ومتكررة بالقضيب في أثناء العلاقة، مسببًا انحناء ملحوظ قد يترافق مع ألم في أثناء الانتصاب وصعوبة في العلاقة الجنسية، وأحيانًا قصر في طول القضيب.
وتشير الإحصاءات إلى أن المرض يصيب نحو 4 من كل 100 رجل بين سن 40 و70 عامًا، وقد تكون النسبة أعلى بسبب إحجام البعض عن استشارة الطبيب بدافع الإحراج.
وتختلف مدة الشفاء من مرض بيروني من شخص لآخر، وفقًا لشدة الحالة ونوع التدخل الطبي المحدد من قبل الطبيب.
- الإصابات والكسور
من أبرزها ما يُعرف بكسر القضيب، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة تحدث نتيجة انثناء القضيب المنتصب بعنف، مسببة تمزقًا في الغلاف الليفي، وغالبًا ما ترتبط هذه الإصابة بالعلاقة الجنسية، أو بحوادث مثل السقوط أو الاصطدام المباشر، والنتيجة تكون ظهور انحناء ملحو يحتاج إلى تدخل طبي عاجل.
- اضطرابات النسيج الضام
بعض أمراض النسيج الضام، مثل التصلب الجلدي أو التهاب اللفافة الأخمصية، قد تزيد من احتمالية الإصابة بانحناء القضيب نظرًا إلى تأثيرها في مرونة الأنسجة داخل الجسم.
متى يكون سبب انحناء الذكر لليسار مقلقًا ويحتاج إلى مراجعة الطبيب؟
رغم أنّ الانحناء البسيط في القضيب يُعد أمرًا طبيعيًا عند كثير من الرجال، فإنّ هناك علامات تستوجب مراجعة الطبيب، ومن أبرزها الشعور بالألم في أثناء الانتصاب أو خلال العلاقة الجنسية، إذ يُعتبر ذلك مؤشرًا قويًا على احتمال وجود مشكلة تحتاج إلى تقييم طبي.
وأيضًا ظهور الانحناء فجأةً بعد أن كان القضيب مستقيمًا نسبيًا، خاصةً إذا ترافق مع ألم، يُعد عرضًا مقلقًا لا ينبغي تجاهله، وعندما يكون الانحناء شديدًا أو في تزايد مستمر ويعيق عملية الإيلاج أو يجعل الجماع مؤلمًا، غالبًا ما يشير الأمر إلى حالة مرضية مثل مرض بيروني.
ولا تقتصر التأثيرات في الجانب الجسدي فقط، إذ يمكن أن يؤدي الانحناء الملحوظ إلى ضغوط نفسية أو قلق يؤثر سلبًا في الثقة بالنفس والعلاقة الزوجية، وأيضًا أي صعوبة في التبول نتيجة الانحناء تستلزم تقييمًا عاجلًا.
التشخيص وخيارات العلاج لسبب انحناء الذكر لليسار
عند مراجعة الطبيب بسبب انحناء القضيب، يبدأ التشخيص عادةً بأخذ تاريخ مرضي دقيق يشمل وقت ظهور الانحناء، وشدته، والأعراض المصاحبة مثل الألم أو صعوبة الجماع، يلي ذلك الفحص السريري لتقييم درجة الانحناء مباشرة.
وفي بعض الحالات، يُلجأ إلى الأشعة فوق الصوتية للكشف عن البنية الداخلية للقضيب ورصد أي تليفات أو لويحات ليفية، فقد يكون سبب انحناء الذكر لليسار هو مرض بيروني.
ويعتمد اختيار علاج انحناء العضو الذكري المناسب على عدة عوامل أهمها شدة الانحناء، ووجود الألم، وتأثير الحالة في الأداء الجنسي أو النفسي للمريض، ففي الحالات البسيطة، خاصةً إذا كان الانحناء خلقيًا ولا يسبب مشكلات في أثناء العلاقة، يكتفي الطبيب بالمتابعة من دون أي تدخل، لكن إذا كان الانحناء مكتسبًا فهناك عدة خيارات علاجية، منها:
- العلاج الدوائي، مثل مضادات الالتهاب لتخفيف الألم، أو الحقن الموضعية داخل اللويحات الليفية، للحدّ من التصلب وتحسين استقامة القضيب، أو استخدام حقن البلازما للعضو الذكري؛ لدعم التجدد الخلوي وتحسين مرونة الأنسجة.
- العلاج بالأجهزة مثل أجهزة الشد أو التفريغ، التي تساعد على إطالة الأنسجة وتصحيح الانحناء تدريجيًا.
- التدخل الجراحي، ويُعد الخيار الأنسب في الحالات الشديدة التي تسبب تشوهًا ملحوظًا، وفي بعض الحالات الخاصة مثل مرضى السكري الذين يعانون ضعفًا في الانتصاب مع الانحناء، قد يُنصح باستخدام دعامة العضو الذكري لمرضى السكر.
الأسئلة الشائعة
كثير من الرجال يتساءلون عن مدى طبيعية شكل القضيب أو اتجاه الانتصاب، خاصةً عند ملاحظة انحناء بسيط، ومن الضروري فهم سبب انحناء الذكر لليسار، وفي هذه الفقرة، نجيب عن أبرز التساؤلات الشائعة.
هل انحناء الذكر لليسار طبيعيًا؟
نعم، وجود انحناء بسيط لليسار أو لليمين يُعد أمرًا طبيعيًا ولا يسبب أي قلق في حال لم يصاحبه ألم أو صعوبة في ممارسة العلاقة الجنسية.
ما هو اتجاه الانتصاب الطبيعي؟
لا يوجد اتجاه محدد للجميع، فقد يتجه القضيب إلى الأعلى أو إلى أحد الجانبين بدرجة بسيطة، وهذا يُعد طبيعيًا إن لم يعيق العلاقة الجنسية أو يسبب انزعاجًا.
كيف أعرف أن الذكر طبيعي؟
يُعد القضيب طبيعيًا إذا كان الانتصاب قويًا، ولا يرافقه ألم، ولا توجد صعوبة في أثناء ممارسة العلاقة، وأيضًا إذا ظل الانحناء ثابتًا بمرور الوقت ولم يزداد، فالأمر غالبًا لا يستدعي أي تدخل طبي.
ختامًا، تذكّر أن سرعة التشخيص وفهم سبب انحناء الذكر لليسار، هما الخطوة الأهم نحو استعادة صحتك وثقتك بنفسك، فإذا لاحظت أي أعراض مزعجة مثل انحناء متزايد، أو صعوبة في العلاقة، فلا تتجاهل الأمر ولا تؤجل زيارة الطبيب.
لا تتردد في التواصل وحجز استشارتك مع الدكتور أحمد عادل -استشاري أمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي لدى الرجال- لتبدأ رحلتك نحو حياة أكثر صحة وراحة واطمئنانًا.