
علاج كسر القضيب | الأسباب والأعراض وخيارات الجراحة
تُوثر الصحة الجنسية مباشرةً في جودة حياة الرجل، ومع ذلك، فإن بعض الإصابات المرتبطة بها لا تلقى الاهتمام الكافي، إما بدافع الخجل أو نتيجة نقص التوعية الطبية، ومن بين هذه الحالات الطارئة التي تُثير القلق والارتباك بمجرد سماع اسمها، حالة كسر القضيب.
ورغم أن القضيب لا يحتوي على عظام، فإن مصطلح “الكسر” هنا يشير إلى تمزق مفاجئ في الغشاء الليفي، الذي يُغلف الأنسجة المسئولة عن الانتصاب، ومن هنا تنبع أهمية هذا المقال، الذي يُسلّط الضوء على علاج كسر القضيب، ويستعرض أسبابه، والأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى الإجراءات الطارئة وسبل العلاج الجراحي ومدى فعاليته.
أسباب كسر القضيب
تحدث معظم حالات كسر القضيب نتيجة انحناء مفاجئ وعنيف في أثناء الانتصاب، بسبب قوة غير مباشرة تُسلَّط عليه، ما يؤدي إلى تمزق في الغشاء الليفي الداخلي، ومن الضروري فهم الأسباب لمعرفة أفضل وسائل علاج كسر القضيب، ومن هذه الأسباب:
العلاقة الجنسية
تُعد السبب الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما تحدث الإصابة عند انزلاق القضيب خارج المهبل واصطدامه بعظم الحوض أو منطقة العجان، ما يسبب انثناءً حادًا ومؤلمًا.
الاستمناء العنيف
تؤدي الممارسة القوية في أثناء الانتصاب إلى انحناء العضو الذكري، ما قد يتسبب في تمزق الغلاف الليفي المحيط بالأجسام الكهفية.
الصدمات غير المقصودة
في بعض الحالات، يتعرض الرجل لإصابة مباشرة في أثناء النوم أو الحركة، كأن يسقط على القضيب المنتصب، أو ينقلب عليه أثناء النوم، أو يصطدم بجسم صلب في الظلام.
ممارسة طقعان دان (Taqaandan)
والتي تُعد عادة خطيرة تُمارَس في بعض مناطق الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يُثنى فيها العضو الذكري عمدًا في أثناء الانتصاب بهدف تعديل شكله أو التخلص من الانتصاب، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تمزق فوري في الأنسجة.
أعراض كسر القضيب
تظهر الأعراض فور لحظة الإصابة، وغالبًا ما تكون واضحة وصادمة، نظرًا إلى استجابة الجسم السريعة لهذا النوع من التمزق، وتشمل العلامات الأكثر شيوعًا:
- سماع صوت طقطقة، وهي من أكثر الأعراض تميّزًا، وتحدث نتيجة تمزق مفاجئ في الغشاء الليفي في أثناء الانتصاب.
فقدان مفاجئ للانتصاب، ويحدث مباشرةً بعد التمزق، نتيجة تسرّب الدم من الجسم الكهفي، ما يؤدي إلى انهيار الانتصاب في الحال. - ألم حاد في موضع الإصابة في العضو الذكري، وقد يكون مستمرًا أو مؤقتًا، لكنه غالبًا يكون قويًا إلى درجة تُجبر المصاب على التوقف الفوري.
- تورم وتغير لون القضيب، بسبب النزيف الداخلي، وتظهر كدمات بلون أرجواني.
نزيف من فتحة العضو الذكري أو وجود دم في البول، ويُعد هذا مؤشرًا خطيرًا إلى احتمالية إصابة الإحليل، ويتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا. - عُسر التبول أو ألم في أثناء التبول، خاصةً إذا ترافق الكسر مع ضرر في مجرى البول.
ضعف الانتصاب بعد الإصابة، ما يشير إلى إصابة محتملة في الأنسجة المسئولة عن الانتصاب.
وتُعد هذه الأعراض مجتمعة حالة طبية طارئة، ويُوصى بعدم تجاهل أي منها، حتى لو بدا الألم محتملًا في البداية، لأن التأخير في تشخيص وعلاج كسر القضيب قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة.
ما يجب فعله فور حدوث كسر القضيب
يُعد كسر العضو الذكري من الحالات الطارئة في جراحة المسالك البولية، ويستلزم علاج كسر القضيب العاجل، لتجنُّب خطر المضاعفات الدائمة على القدرة الجنسية أو وظيفة التبول، وعند الاشتباه في الإصابة، يجب التوجّه مباشرةً إلى قسم الطوارئ، لأن كل دقيقة تأخير قد تزيد من احتمال حدوث تشوّه دائم أو ضعف في الانتصاب يصعب علاجه لاحقًا.
وفي الطوارئ، يبدأ الطبيب بالتشخيص اعتمادًا على وصف المصاب لكيفية حدوث الإصابة، إلى جانب الفحص السريري المباشر، وفي كثير من الحالات، يُستعان بالموجات فوق الصوتية لتحديد موقع التمزق بدقة، أما إذا كانت النتائج غير واضحة، فقد يُطلب الخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي، للحصول على صورة تفصيلية للأنسجة المصابة.
علاج كسر القضيب الجراحي
يُعد علاج كسر القضيب الجراحي الخيار الأفضل والأكثر أمانًا، خاصةً إذا خُضِع له خلال الساعات الأولى من الإصابة، فالجراحة تحدّ من خطر المضاعفات طويلة الأمد، مثل انحناء القضيب أو التليّف أو ضعف الانتصاب، وكلما كان التدخل مبكرًا، زادت فرص الشفاء الكامل واستعادة الوظائف الجنسية والبولية دون أضرار دائمة.
وتتضمن الجراحة خطوات دقيقة تبدأ بإجراء شق صغير في جلد القضيب للوصول إلى موضع الإصابة، ثم يزيل الطبيب الورم الدموي الناتج عن التمزق الداخلي، وبعد ذلك يُخيَّط التمزق في الغشاء الليفي المحيط بالجسم الكهفي، باستخدام غرز دقيقة تضمن التئامًا فعالًا دون تأثير دائم في الوظيفة الجنسية.
وفي حال وجود نزيف أو تمزق في الأوعية الدموية، يُعالج بعناية للحفاظ على تدفق الدم الطبيعي، أما إذا صاحب الإصابة تلف في مجرى البول، فيُصَلَّح بعناية قبل إغلاق الجرح لتفادي أي مشكلات مستقبلية في التبول.
وينصح الأطباء عادةً بالامتناع عن النشاط الجنسي لمدة 4 إلى 6 أسابيع، حتى تلتئم الأنسجة تمامًا، وبعد التعافي يمكن للرجل العودة لحياته الجنسية بصورة طبيعية، بشرط الالتزام الكامل بتوصيات الطبيب.
هل يعود الانتصاب بعد علاج كسر القضيب؟
الإجابة غالبًا نعم، لكن بشرط التدخل الطبي السريع، فعند إجراء الجراحة خلال أول 24 إلى 72 ساعة، تتجاوز نسبة الشفاء الكامل واستعادة الانتصاب الطبيعي 90%، إذ تسهم العملية في ترميم الغشاء الممزق وتمنع التليفات التي قد تعيق تدفق الدم لاحقًا.
أما تأخير العلاج، أو الاكتفاء بالراحة دون جراحة، فقد يؤدي إلى تشوه العضو الذكري أو ضعف دائم في الانتصاب، بسبب تلف الأنسجة أو الشرايين الدقيقة.
ختامًا،
قد يؤدي التأخر في علاج كسر القضيب أو تجاهل الأعراض إلى مضاعفات دائمة مثل تشوه العضو الذكري أو ضعف الانتصاب، ما يُؤثر سلبًا في جودة الحياة والثقة بالنفس.
أما التشخيص المبكر واتباع الخطة العلاجية الصحيحة، وخاصةً الجراحة عند الحاجة، فهما المفتاح لاستعادة الوظيفة الجنسية، دون أثر يُذكر.
إذا شعرت بأي أعراض مقلقة، لا تتردد في التواصل وحجز استشارتك مع الدكتور أحمد عادل، استشاري أمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي لدى الرجال.
للمزيد إقرآ أيضا
هل انحناء القضيب طبيعي؟ مرض بيروني الاسباب والاعراض والعلاج
دعامات القضيب وكل ما تريد معرفته عنها وما هي أفضل أنواعها
هل التهاب البروستاتا يؤثر على الانتصاب؟ وماذا عن علاقته بالقذف؟
ما هي المدة الزمنية الطبيعية للجماع؟